أبحاث وإنتاج معرفة
استعادة الحيّز المعرفي، بمنهجيات نسوية مناهضة للاستعمار ومتعدّدة التخصصات
لمعرفة المزيدفي مركز التنمية والتعاون عبر الأوطان، لا نتعامل مع البحث على أنه مجرّد نشاط محايد لجمع المعلومات، بل نفهمه كممارسة سياقية، سياسية، وأخلاقية في جوهرها. يستند عملنا في البحث وإنتاج المعرفة إلى إطارنا الرائد لمناهضة استعمار إنتاج المعرفة، الذي يجعل عمليات البحث نقدية ومتجذّرة في السياقات. نرفض النماذج المعرفية الاستخراجية والمُسقطة من الخارج على السياقات، والتي تعطي المؤسسات الرسمية سلطة على حساب التجربة المعيشية والمعارف المجسّدة. وبدلاً من إعادة إنتاج الهيمنة المعرفية، نُركّز على أنساق المعرفة التي يتم إقصاؤها من قبل الجهات المهيمنة. تشمل المواضيع التي نركز عليها في عملنا المعارف النسوية، ومعارف الشعوب الأصلية، والمعارف العابرة للأوطان، والكويرية، ومعارف الشتات. هذا ونعتبر البحث أداة هامة للمساءلة الهيكلية، وللانخراط المجتمعي، ولتحقيق العدالة المعرفية.
يقدّم مركز التنمية والتعاون عبر الأوطان خدمات بحث وإنتاج معرفة تستند إلى منهجيات نسوية ومناهضة للاستعمار. نتعامل مع إنتاج المعرفة كممارسة علاقاتية، متجذّرة في السياق، محكومة بأخلاقيات نقدية ومسؤولة؛ ممارسة تُسائل الظواهر الاجتماعية، وتكشف أنماط السلطة، وتُعيد إحياء التقاليد المعرفية التي طال تهميشها.
نقدّم خدمات استشارية متقدّمة في تصميم الأبحاث تهتم بالموقعية، والسياق، والأخلاقيات العلاقاتية. تستند تصاميمنا إلى طيف واسع من التقاليد المعرفية، وتدمج منهجيات سردية، وإثنوغرافية، وأرشيفية، وتشاركية، وتحليلية-خطابية. يصاحب كل تصميم بحثي تحليل سياسي ونقد بنيوي عميق، لضمان أن تكون عملية البحث مستجيبة وواعية لظروف الهيمنة وأشكال الظلم الهيكلي التي قد تتم إعادة إنتاجها عدم اتباع عمليات بحثية أخلاقية.
نُجري أبحاثًا تطبيقية، مشتركة ومستقلة، تُسائل علاقات وديناميكيات القوى عبر الأنظمة والهياكل العابرة للجغرافيا. تشمل محاورنا البحثية النوع الاجتماعي، والجنسانية، والهجرة، والعنف السياسي، وحوكمة العمل الإنساني، والتنمية، والعدالة، وسياسات إنتاج المعرفة ذاتها. وتقوم جميع مشروعاتنا البحثية على التزام صارم بمنهجيات غير استخراجية، وتأملية جذرية، وإنتاج معرفي تشاركي قائم على مسؤولية أخلاقية واضحة.
يستند عملنا التحليلي إلى نقد تقاطعي ومادي يُفكّك مسارات القوى داخل السرديات المؤسسية، والهياكل المعرفية، وآليات التمثيل الرمزي. نتجاوز الوصف السطحي إلى تفكيك هيكلي يُسائل منطق الهيمنة ويُبرز التشابك المعقّد بين المحلي والعالمي. تُعارض تحليلاتنا النزعة التكنوقراطية التي تفصل التجربة المعاشة عن دلالاتها السياسية والاجتماعية، وتُعيد تأطيرها في سياقاتها الحقيقية كمساحات مقاومة وإنتاج معرفة حيّة.
نُطور مخرجات معرفية تتسم بالصرامة التحليلية، والوعي السياسي، وإمكانية الوصول العام لجمهور متنوّع. تشمل هذه المخرجات أوراقًا أكاديمية، وموجزات سياساتية، ومواد تعليمية، ومنشورات مناصرة، ومحتوى مقدم بوسائط متعددة، بالإضافة إلى منتجات بحثية موثّقة ومعتمدة من المجتمعات المعنية. تستند مقاربتنا التحريرية إلى مبادئ عدالة اللغة، وممارسات اقتباس مناهضة للاستعمار، وتوزيع عادل للملكية المعرفية، وتشجيع الكتابة التشاركية الشاملة.
نقدّم برامج متخصصة لبناء القدرات تدعم الأفراد، والمجموعات المعرفية، والمؤسسات الأكاديمية والحقوقية المنخرطة في البحث، والمناصرة، والتعليم النقدي. هذا ونوفّر تدريبات متقدّمة في مناهج وأساليب البحث النسوي، ومناهضة الاستعمار، والنقد الهيكلي البنيوي. كما نركز في عملنا على تعزيز المساءلة المجتمعية، والوعي العاطفي، وترسيخ أخلاقيات الممارسة البحثية اليومية. هذا ونرافق المؤسسات في مراجعة أجنداتها البحثية، وإعادة تفكيك أنظمتها المعرفية، وصياغة استراتيجياتها التحريرية من جديد، لتُعيد تموضعها ضمن أطر معرفية أكثر عدلًا وتحرّرًا وانسجامًا مع مبادئ مناهضة الاستعمار.
يقع في صميم عملنا إطارُنا المعرفي الريادي لمناهضة استعمار إنتاج المعرفة، الذي يشكّل منهجية نقدية حيّة تُسائل كيفية إنتاج المعرفة، ومَن يُنتجها، ولأي غايات، وبأي تبِعات، وعلى حساب مَن. يوجّه هذا الإطار كل ما نقوم به في تصميم الأبحاث، وبناء الشراكات، وتطوير المقاربات التربوية، وإنتاج المحتوى؛ ليُمكّن المؤسسات والباحثين/ات من استعادة السيادة المعرفية وتفكيك الهياكل التي تحتكر شرعية إنتاج وتدوير المعرفة، وفتح مسارات أوسع للعدالة، والتعددية، وإعادة توزيع القوة داخل الحقل المعرفي.